• اخر الاخبار

    Sunday 14 August 2016

    تحميل كتاب القبائل الأمازيغية أدوارها- ومواطنها و أعيانها .PDF


    تحميل كتاب القبائل الأمازيغية للكاتب بوزياني الدراجي
       
    مقدمة االكاتبة
    يدخل هذا الكتاب ضمن سلسلة من
    الأعمال التي تعالج موضوع العصبية القبلية في
    المغرب الإسلامي. فبعد كتاب القبائل الأمازيغية؛
    سوف تتبعه كتب أخرى؛ من بينها كتاب
    يدرس موضوع القبائل العربية في هذه الديار،
    وكتاب دول المغرب ودور العصبية في قيامها
    وسقوطها، وكتاب العصبية القبلية ظاهرة
    اجتماعية وتاريخية، وكتاب أثر العصبية القبلية في
    النظم: السياسية والإدارية والعسكرية والاقتصادية
    والثقافية والدينية.
    بدأت في الاشتغال بموضوع العصبية خلال
    السبعينيات؛ عندما وجدت نفسي في خضم
    إعداد أطروحة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ
    الإسلامي. وفي تلك الأثناء؛ وجدت عونا كبيرا
    من أستاذي الفاضل الدكتور لقبال موسى؛
    فعملت بتوجيهاته المفيدة؛ فكان لي خير عون
    وسند؛ وبالمناسبة أشكره شكرا جزيلا على
    كرمه العلمي، ومعاناته، وسهره في قراءة ما
    كنت أعرضه عليه من فصول بحثي؛ فلا
    يبخل بالنصيحة والتوجيه.

    ويعتبر موضوع القبائل الأمازيغية من
    المتطلبات الملحة، والهامة التي كان من الواجب
    العمل على معالجته في وقت سابق؛ غير أن
    ذلك لم يتحقق لأسباب عديدة؛ نتركها
    للمهتمين ا. لذا لم يحدث أن ظهر في سوق
    الكتب  في العصر الحديث  أي كتاب، أو
    دراسة شاملة  باللغة العربية  عن القبائل
    الأمازيغية بالمغرب الإسلامي؛ مع أننا شاهدنا
    مراجع أخرى ظهرت؛ وكانت تدرس موضوع
    القبائل العربية في بلاد المغرب. ولما أحسستذا الفراغ العجيب..!! أردت تدارك الأمر؛
    والبدء بموضع القبائل الأمازيغية في بلاد المغرب
    الإسلامي. لعلي أكون قد قمت بسد ثغرة في
    تاريخ بلادنا؛ لم يقم أحد بسدها  بشكل
    شامل  منذ عصر ابن خلدون؛ الذي انفرد
     حتى يومنا  ذا العمل الهام.
    وليس معنى هذا أن المؤرخين في البلدان
    المغربية تجاهلوا  تماما  موضوعا كهذا. بل
    قام بعضهم؛ مثل: مبارك الميلي، وعبد الوهاب
    ابن منصور بالحديث عن القبائل الأمازيغية؛
    ولكن بشكل مقتضب؛ أو ضمن دراسة تاريخية
    عامة لا تخصهم وحدهم. كما قام أساتذة
    آخرون؛ مثل: لقبال موسى، ومحمد بن عميرة

    بإعداد دراسات تخص قبيلة معينة؛ مثل كتاب
    دور كتامة للدكتور لقبال؛ وإن كان قد أشار
    لبعض القبائل الأخرى باختصار؛ ثم كتاب دور
    زناتة لابن عميرة. أما المراجع الأجنبية المتوفرة؛
    فقد أشار بعضها إلى عينات من القبائل
    الأمازيغية؛ التي أثارت اهتمامهم؛ ولكن ضمن
    مواضيع تاريخية عامة؛ لا تخص القبائل الأمازيغية
    كلها تقريبا؛ وبشكل مقتضب كذلك.
    ومن جهتي فقد بذلت جهدي كي يشمل
    عملي هذا أقطار المغرب كافة؛ دون استثناء.
    كما تناولت فيه القبائل الأمازيغية التي عرفت
    في العصور الوسطى كلها. مرتكزا بصفة خاصة
    على ما كان ابن حزم قد ذكره باقتضاب،
    وما انتشر في مصادر عربية كثيرة؛ أهمها العمل
    العظيم الذي أنجزه العلامة عبد الرحمن ابن
    خلدون. كما استعنت  أيضا  بما كتبه
    ،Emile-Félix. Gautier بعض المستشرقين؛ مثل: غوتييه
    وجورج مارسي ،E. Lévi-Provençal وليفي بروفنسال
    وغيرهم.. Georges Marçais

    ولم يقتصر عملي هذا على التعريف
    بأسماء القبائل الأمازيغية، وذكر أماكن سكناهم
    فحسب؛ كما حدث في كثير من المصادر
    والمراجع؛ بل توسعت في الحديث عن الأدوار
    التي قامت ا تلك القبائل: سياسية منها،
    وعسكرية، وثقافية. كما حرصت على إبراز
    أعيام؛ بشكل استوفي نشاطام العلمية،
    والثقافية، والسياسية. وذا أكون قد عملت
    على إزالة طبقات الغبار التي حجبتهم،
    وأنست الناس في أصولهم الأولى. ومن جهة
    أخرى وضعت منجزات أولئك العباقرة،
    والعظماء بين أيدي أبناء هذا الجيل الحائر؛
    لكي يتعرف على ج أسلافه، وما تم إنجازه
    بواسطتهم من كنوز أثرت التراث العربي
    الإسلامي؛ دون تعصب، ولا تحزب، ولا انكماش، أو
    تنكر.
    وهكذا سيجد القارئ بين يديه عينات
    أدبية في منتهى الروعة؛ من إبداع أبناء هذه
    الأرض الخصبة؛ التي أنجبت عبقريات؛ تسابقت في
    دروب النماء؛ لبناء، وتشييد صرح الحضارة
    العربية الإسلامية؛ شرقا وغربا. وكانت
    إسهامام عظيمة الشأن، كريمة، المنبت، دائمة
    الفائدة.

    ولابد هنا من تقديم عرض ولو بإيجاز
    عن المنابع التي يمكن أن ينهل منها كل دارس
    لتاريخ البلاد المغربية وسكاا؛ منذ العهود
    الأولى. ففي البدء  ولمنع المغالطات، وكبح
    جماح الذين يحلقون في الخيال، أو الذين يصرون
    على إبراز شيء وإخفاء أشياء  يستحسن
    الإشارة إلى المصادر التي يستقي منها الباحثون
    بمختلف معتقدام وتنوع اتجاهام  مع
    الإجابة على مدى أهميتها، ودرجة الصدق
    فيها.
    وعليه فما تقدمه المادة التاريخية  حتى
    الآن  لا يخرج عن نطاق المصادر: اليونانية،
    والرومانية، والعربية، والعينات الأثرية التي
    كشفت منذ عهد الاحتلال الفرنسي. والعيب
    كله ليس في المصادر المذكورة؛ بقدر ما يتمثل
    في مستعملي تلك المصادر.. إذ أن مبعث الالتباس
     هنا  هو تلك التأويلات التي سلطت
    على المادة التاريخية المطروحة للبحث من جهة،
    وإصرار بعض الدارسين على الاكتفاء بنوع
    معين من أنواع المصادر المعروضة؛ دون الأنواع
    الأخرى من جهة ثانية. وهذا هو ما يفسر
    انطلاق العناق للأهواء والميول المشبوهة..

    ولمنع الأنزلاق في الاتجاه الخاطئ يستحسن
    تناول الموضوع بحذر وجدية وشمولية.. وقبل
    الخوض في أعماقه لا بد من الإشارة باختصار إلى
    تلك المصادر واحدة فواحدة.. فأولى المصادر
    المكتوبة زمنيا  فيما يخص تاريخ سكان بلاد
    المغرب  هي المصادر اليونانية؛ غير أا لا تفي
    بالحاجة المطلوبة؛ نظرا لمحدوديتها، واقتصارها
    على حيز ضيق لا يتجاوز برقة؛ وإن كان
    هيرودوتس قد تعرض  باقتضاب  لما سمعه
    عن منطقة التاسيلي؛ إلا أنه لم يزر تلك
    الجهات؛ كما حدث بالنسبة لبرقة، ومصر،
    وغيرهما من الأقاليم؛ وإنما نقل أخبار تاسيلي
    مشافهة. وعليه يمكن القول أن معلوماته لم
    تكن واسعة ولا دقيقة في هذا اال. وكل ما
    ذكره هي بعض أسماء القبائل المتواجدة في تلك
    الديار؛ مثل قبائل: الناسامونين، والماكاي،
    والقارامونت، والأوليميدين، والجيتول. وهذه
    القبائل كلها كانت تسكن في بلاد ما كان
    يعرف قديما بلوبيا أو ليبيا. كما قال باقتضاب
    شديد: أن بعض تلك القبائل كانت تشتغل
    بالصيد؛ إذ يركب أفرادها عربات؛ تسحبها
    أربعة خيول؛ يطاردون ا طرائدهم..

    وبعد المصادر اليونانية تأتي المصادر
    الرومانية؛ وهذه المصادر محدودة العطاء؛ ولا تم
    إلا ببعض الجوانب؛ التي يكون الرومان فيها
    يمثلون المادة الأولى؛ كما أا محتكرة من طرف
    بعض المؤرخين الأوروبيين، والفرنسيين على
    الخصوص؛ نظرا لقصر باع الدراسات المغاربية
    عامة، والجزائرية خاصة، واكتفائها بالمراجع
    الفرنسية؛ على الرغم مما تحمله من شحنات
    سياسية تخدم احتلالهم لبلاد المغرب. ومن هذه
    الكتابات الفرنسية  المعتمدة حاليا من طرف
    كثير من الباحثين  ما يتصف بالنزاهة،
    ومنها ما يميل إلى التحيز والمغالطة.. ولا يتسع
    اال هنا لإحصائها، والتعليق عليها؛ ولكن
    يمكن ذكر عينتين منها على سبيل التوضيح.
    فمثلا اتفق كثير من المحللين على أن المؤرخ
    ،Ch. André Julien الفرنسي شارل أنديه جوليان
    يتحلى بالنزاهة والموضوعية؛ حتى وإن صرح
    ببعض الآراء التي لا يقره عليها كثير من
    المؤرخين. وفي الجانب المقابل يقف إيميل فيليكس
    موقفا متحيزا، وتغلب عليه E. F. Gautier غوتييه
    المغالطات والارتجالية في غالب الأحيان؛ وهذا
    باعتراف زميله شارل أندريه جوليان الذي
    يتهمه بالمغامرة، والمخاطرة في الأحكام كما

    يقول.. ومن يراجع كتبه سيكتشف بسهولة
    مغالطاته..
    أما أوسع المصادر شمولا وأهمية وعناية
    بأبناء البلاد المغربية فهي المصادر العربية التي
    كتبها وتناقلها المؤرخون، والنسابة العرب،
    والأمازيغ  على السواء  باللغة العربية. وهذه
    المخطوطات فيها  بالطبع  الغث والسمين..
    كتبت جلها باسلوب كان سائدا في تلك
    العصور؛ وقد نقده ابن خلدون؛ ولا داعي
    لشرحه هنا.. ويمكن مراجعة ذلك في مقدمته
    الفذة. وإلى جانب كثافة المصادر العربية
    السطحية توجد مصادر أخرى في منتهى الدقة
    والموضوعية؛ وهي قليلة؛ أمام زخم وكثافة
    الكتب ذات الطابع الإخباري الروائي. منها
    على سبيل المثال  جمهرة أنساب العرب لابن
    حزم، والبيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب
    لابن عذاري، وكتاب العبر وديوان المبتدأ
    والخبر لعبد الرحمن بن خلدون؛ وكتب أخرى
    عديدة سيشار إليها عند الحاجة. وقد احتلت
    المصادر العربية مكانة أولى بين المصادر الأخرى؛
    لأا تنفرد بمعالجة تاريخ المغرب بكافة سكانه:
    أمازيغا كانوا أو عربا. ومن هنا تأتي أهميتها؛
    حيث يفهم لماذا كان الباحثون والمؤرخون

    الفرنسيون والأوروبيون يتسابقون على اقتنائها،
    ودراستها ونقدها.؟ كما تعتبر هذه المصادر
    العربية بمثابة معين رئيس للدارسين المحدثين؛
    من البلدان المغربية، ومن غيرها.
    بقي الآن جانب آخر؛ يمكن تفسير التاريخ
    بواسطته؛ هذا الجانب يتمثل في العينات الأثرية
    التي اكتشفت في بلاد المغرب ومصر وجهات
    أخرى. وهذه العينات الأثرية استغلت من
    أجل تعزيز ودعم بعض النظريات المطروحة
    للبحث والدراسة الآن.. منها ما يتعلق بمواضيع
    أنثروبولوجية، وتفسير النشاطات الحضارية
    والتاريخية؛ ومنها ما أخضع للأبحاث المخبرية
    وتتبع السلالات البشرية. وقد احتكر هذا
    الميدان العلمي  في السابق  بعض العلماء
    الفرنسيين والأوروبيين؛ إلا أن أبناء البلدان المغربية
    شرعوا مؤخرا في الاعتناء ذا الميدان؛ وإن كان
    ذلك بجهد محتشم... وما يعيب تلك
    الدراسات هي أا تستند إلى نظريات جنسية
    وانثروبولوجية لم ترق إلى الحقائق الثابتة. ومع
    هذا تبقى تلك النظريات محل بحث وعناية؛
    لأا أقرب إلى الحقيقة، وأكثر صدقا من
    روايات الإخباريين الخيالية. وكما سبق قوله فكل ما قيل عن بلاد
    المغرب  قديما  لا يخرج عن نطاق أصناف
    المصادر المذكورة آنفا. لذا فقد كان لزاما
    علينا مراعاة المنهج الصحيح؛ الذي يحتم العودة
    إلى قدر ما من تلك الأصناف. على أننا
    أعطينا الأولوية إلى المصادر ذات المصداقية؛ وإن لممل الإطلاع على المصادر الضعيفة السند،
    والاستفادة ما أمكن منها.


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: تحميل كتاب القبائل الأمازيغية أدوارها- ومواطنها و أعيانها .PDF Rating: 5 Reviewed By: tamurtpress

    comments-التعليقات

    Scroll to Top