(وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب). .

وتقرر أن هذا الحجاب أطهر لقلوب الجميع:
(ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن). .

فلا يقل أحد غير ما قال الله . لا يقل أحد إن الاختلاط , وإزالة الحجب , والترخص في الحديث واللقاء والجلوس والمشاركة بين الجنسين أطهر للقلوب , وأعف للضمائر , وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة , وعلى إشعار الجنسين بالأدب وتريق المشاعر والسلوك . . إلى آخر ما يقوله نفر من خلق الله الضعاف المهازيل الجهال المحجوبين .
لا يقل أحد شيئا من هذا والله يقول: (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن). . يقول هذا عن نساء النبي الطاهرات . أمهات المؤمنين . وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق !

وحين يقول الله قولا . ويقول خلق من خلقه قولا . فالقول لله - سبحانه - وكل قول آخر هراء , لا يردده إلا من يجرؤ على القول بأن العبيد الفانين أعلم بالنفس البشرية من الخالق الباقي الذي خلق هؤلاء العبيد !
والواقع العملي الملموس يهتف بصدق الله , وكذب المدعين غير ما يقوله الله . والتجارب المعروضة اليوم في العالم مصدقة لما نقول . وهي في البلاد التي بلغ الاختلاط الحر فيها أقصاه أظهر في هذا وأقطع من كل دليل . [ وأمريكا أول هذه البلاد التي آتى الاختلاط فيها أبشع الثمار ] .
سيد قطب: تفسير سورة الأحزاب