أحاجي و أسرار هجرة آيت وراين من فكيك الى تانشرارامت خلال ق 17م

اختلف المؤرخون
المحليون حول كون آيت وراين قد استقرو بمنطقة فكيك مند قديم الزمان أم انهم قدمو
من منطقة أخرى وكانت فكيك مجرد طريق استقرو بها لمدة ثم أكملو الترحال نحو الغرب .وهناك
من يعتقد على أن آيت وراين ضاربة الجدور في القدم وأنها امتداد لقبائل استقرت بالمنطقة الشرقية مند عهد الرومان . لكن كل ماهو معلوم الآن هو
أن الجهة الشرقية للمغرب يسكنها أناس أمازيغ لا يختلفون كتيرا عن آيت وراين في
خصائص النطق للكلمات الأمازيغية . وكل ماهو تؤكده الرواية الشفهية المحلية وبعض
الوثائق المحفوظة ببلدية تاهلة هو أن آيت وراين هاجرو من فيكيك الى أعالي
تانشرارامت ما بين القرن 17 و 18 في ظروف لم يؤرخ لها بقدر أهميتها ، ادن ما دوافع هجرة آيت وراين نحو الغرب ؟ ادا اعتبرنا أن الدافع
جغرافي محض فان الطبيعة القاسية و المناخ
الشبه الصحراوي في تلك المنطقة هو الذي أرغمهم على الترحال نحو الغرب و البحث عن
مناطق أكتر برودة و تتوفر بها شروط الحياة
الى أن وصلوا الى منطقة تانشرارمت .لكن
منطقة تانشرارمت هي بدورها قاسية المناخ ادن فاختيارها والاستقرار بها كان
اضطراريا، لان النظام القبلي انداك كان شبيه الى حد ما بدويلات اد لا يحق لقبيلة أن
تدخل في مجال الاخرى ، وبناء على بعض الاحداث التاريخية فان آيت وراين استقرو بتلك
المنطقة القاسية بنية التوسع لاحقا على
حساب القبائل الاخرى للسيطرة على الاراضي السهلية هدا من الناحية الجغرافية . أما ان كانت دوافع الترحال نحو الغرب فان
سياسية فان البحث عن نفود أوسع هو السبب في دالك خصوصا في ضل النظام القبلي الشبه
المستقل عن السلطة المركزية ، اضافة الى بعض الظروف السياسية وأسرار تاريخية هي
التي فرضت على آيت وراين النزول بتانشرارنت . حيث يقول الباحث ميمون عبيد1 أن آيت وراين قد استقروا بضواحي فاس الى
حدود سنة 1660 م ،ونعزز هدا الطرح بالمدينة المتواجدة حاليا بضواحي فاس و المعروفة
باسم مغيلة ،والتي يرجعها الباحثون المحليون الى أنها استمدت اسمها من قبيلة
امغيلن الوراينة وأنها هم من أسسوها في الماضي . ويرجع السبب في طردهم هو صراع
طاحن بين قبائل صنهاجة وبعض القبائل العروبية الممخزنة ،وهنا نستحضر ما قاله عبد
الرحمان المودن2 على أن آيت وراين من شعب صنهاجة يعرفون باسمهم الممزغ آيت ورضين
بمعنى الراجعون باللغة الأمازيغة ،ادن فكلمت الراجعون تشير الى أن آيت وراين كانوا
بتلك المنطقة قبل طردهم الى منطقة فكيك ثم رجوعهم الى موطنهم الأصلي ، كما أن اسم
آيت وراين بقي يطلق على منطقة جغرافية قبل رجوعهم و بداية التوسع من جديد وحدوث
معارك طاحنة مع كل من هوارة –غياثة – آيت سادن-الحياينة –بني مكود-بني زهنة-بني
يازغة... وسنقوم بدراسة كل معركة على حده انطلاقا من الرواية الشفهية وبعض الوثائق
في مقال آخر مفصل انشاء الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ميمون عبيد :أستاذ الغة الأمازيغة وباحث
بالتراث المحلي
2 عبد الرحمان المودن : صاحب كتاب قبائل
المغرب قبل الاستعمار نمودج قبائل وادي اناون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب : حسن أغزاز
المصادر : الرواية الشفهية –بحث لنيل الاجازة
للطالب مصطفى حنين بعوان التاريخ العسكري لقبيلة آيت وراين – بعض المقالات من الانترنيت
.