• اخر الاخبار

    Monday 2 November 2015

    التأثير و التأثر بين اللغة و المجتمع " نمودج آيت وراين"

     بقلم : حسن أغزاز


        لطالما آعتبر عامة الناس أن اللغة تنحصر وضيفتها فقط في التواصل و اقامت العلاقات الاجتماعية ، فان علماء " السوسيولينجوستك – sociolinguistics"[1] يعتبرنها أدات لدراسة المجتمع سيكولوجيا و اجتماعيا ، كما قال Trudgil 1974 "[2] اللغة لها وضيفتان : الأولى تتمثل في اقامت علاقات اجتماعية بين الناس ، و الوظيفة التانية تتمثل في  تزويدنا بمعلومات عن المتكلم " .
          تتضمن المقولة أعلاه في معناها العام انه من خلال اللغة يمكننا أن ندرس و نعرف شخصية المتكلم و مستواه الدراسي و إلى أي تجمع بشري  ينتمي  ... و يشرح لنا دالك البروفيسور [3]Hudson المتخصص في "Sociolinguistics"  في قوله على أن " اللغة  لها وضيفة مزدوجة ، كما يمكنها أن تكون وسيلة اجتماعية تواصلية ، يمكنها أن تكون أيضا وسيلة للتعريف بالمجموعة البشرية التي تنتمي إليها " .
          هكدا ، فالاختلاف اللغوي بين المجموعات البشرية يمتد حتى  الى البلد الواحد و حتى الى أبناء العرق الواحد و الانتماء المشترك على شكل لهجات . فنجد على سبيل المثال لدى القبائل الأمازيغية الكبرى اختلافا اختلاف بين خصائص النطق لدى فخداتها الشيء الدي يثمر لنا لهجات مختلفة في نفس اللغة . فعلى سبيل المثال فقبيلة آيت وراين[4] زناتية[5] اللغة الى أن لهجتها تختلف عن بعض الشيء عن اللهجات الزناتية الأخرى  . كحدف  بعض الحروف مثل " AFUSS – FUSS" بمعنى اليد ، او استبدال حروف باخرى مثل " TAFOYT –TAFOCHT " بمعنى الشمس ، علما أن معنى الكلمة لا يتغير مهما تغير تركيبها .  ادن فهل هدا الاختلاف كان متعمدا لإبراز الإخلاف بين المجموعات البشرية  ؟ ام ان هدا الاختلاف هو ناتج بالأساس عن الاحتكاك بين البيئة و المجموعتات البشرية الأخرى ؟ .
        إن الجواب عن هده  الأسئلة ليس بالأمر الهين  اد يستدعي جهدا منهجيا من قبل المختصين . لكن فرضية أن يكون الاختلاف ناتج بالاساس عن الاحتكاك  بالمجموعات البشرية الأخرى يضل حاضرا ، فمن خلال ملاحظتنا للهجة التي يتكلم بها ابناء قبيلة آيت وراين الامازيغية وجدنا أنهم يستعملون كلمات ممزغة ذات أصل عربي  مثل " LADRY " من أصل " لا أدري " و " DHEB " من أصل " اذهب " فهدا ناتج دون شك عن الاحتكاك بالقبائل العربية المجاورة لها ، مثل بني يازغة ، غياثة ، هوارة و الحياينة... .
         فان كان هدا الاحتكاك قد اثمر لنا كلماك جديدة أغنت معجم اللهجة الوراينية ، فقذ كان لها أيضا الأثر الفعال في تغير بعض خصائص النطق  مثل استبدال الظاد بالطاء مع خاصية حذف الألف التي تعتبر ميزة القبائل الزناتية اللغة مثل " أظار – طار "  بمعنى الرجل  . هكدا فان فهم الاختلاف اللغوي يتدعى البحث في اطار المحيط و السياق التاريخي ، لان اللغة و المجتمع يتغيران بفعل الزمان و المكان ، هكدا تبقى هده المعلومات فرضيات و ملاحضات الى أن يتم تعزيزها بالعمل المنهجي من قبل المختصين .
      





    [1]  هو علم اللسانيات الاجتنماعية ، وهو فرع من علم السانيات
    [2]  عالم متخصص في علم اللسانيات الاجتماعية
    3 الدكتور هدسون متخصص في علم اجتماع اللغة
    [4]  قبيلة آيت وراين هي قبيلة أمازيغية يستقر سكانها حايا شمال شرق الاطلس المتوسط
    [5]  قبيلة أمازيغية ضخمة لها فروع كتيرة أغلبها يوجد شمال شرق الاطلس المتوسط و شرق الريف
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: التأثير و التأثر بين اللغة و المجتمع " نمودج آيت وراين" Rating: 5 Reviewed By: Unknown

    comments-التعليقات

    Scroll to Top