بقلم : حسن أغزاز
لطالما آعتبر عامة الناس أن اللغة تنحصر وضيفتها
فقط في التواصل و اقامت العلاقات الاجتماعية ، فان علماء " السوسيولينجوستك –
sociolinguistics"[1]
يعتبرنها أدات لدراسة المجتمع سيكولوجيا و اجتماعيا ، كما قال Trudgil
1974 "[2]
اللغة لها وضيفتان : الأولى تتمثل في اقامت علاقات اجتماعية بين الناس ، و الوظيفة
التانية تتمثل في تزويدنا بمعلومات عن
المتكلم " .
تتضمن
المقولة أعلاه في معناها العام انه من خلال اللغة يمكننا أن ندرس و نعرف شخصية
المتكلم و مستواه الدراسي و إلى أي تجمع بشري
ينتمي ... و يشرح لنا دالك البروفيسور
[3]Hudson المتخصص في "Sociolinguistics" في قوله على أن " اللغة لها وضيفة مزدوجة ، كما يمكنها أن تكون وسيلة
اجتماعية تواصلية ، يمكنها أن تكون أيضا وسيلة للتعريف بالمجموعة البشرية التي
تنتمي إليها " .
هكدا
، فالاختلاف اللغوي بين المجموعات البشرية يمتد حتى الى البلد الواحد و حتى الى أبناء العرق الواحد
و الانتماء المشترك على شكل لهجات . فنجد على سبيل المثال لدى القبائل الأمازيغية
الكبرى اختلافا اختلاف بين خصائص النطق لدى فخداتها الشيء الدي يثمر لنا لهجات
مختلفة في نفس اللغة . فعلى سبيل المثال فقبيلة آيت وراين[4]
زناتية[5]
اللغة الى أن لهجتها تختلف عن بعض الشيء عن اللهجات الزناتية الأخرى . كحدف
بعض الحروف مثل " AFUSS – FUSS" بمعنى اليد ، او
استبدال حروف باخرى مثل " TAFOYT –TAFOCHT " بمعنى الشمس ،
علما أن معنى الكلمة لا يتغير مهما تغير تركيبها . ادن فهل هدا الاختلاف كان متعمدا لإبراز
الإخلاف بين المجموعات البشرية ؟ ام ان
هدا الاختلاف هو ناتج بالأساس عن الاحتكاك بين البيئة و المجموعتات البشرية الأخرى
؟ .
إن الجواب عن هده الأسئلة ليس بالأمر الهين اد يستدعي جهدا منهجيا من قبل المختصين . لكن
فرضية أن يكون الاختلاف ناتج بالاساس عن الاحتكاك
بالمجموعات البشرية الأخرى يضل حاضرا ، فمن خلال ملاحظتنا للهجة التي يتكلم
بها ابناء قبيلة آيت وراين الامازيغية وجدنا أنهم يستعملون كلمات ممزغة ذات أصل
عربي مثل " LADRY " من أصل " لا أدري " و " DHEB " من أصل " اذهب " فهدا ناتج دون شك
عن الاحتكاك بالقبائل العربية المجاورة لها ، مثل بني يازغة ، غياثة ، هوارة و
الحياينة... .
فان كان هدا الاحتكاك قد اثمر لنا كلماك
جديدة أغنت معجم اللهجة الوراينية ، فقذ كان لها أيضا الأثر الفعال في تغير بعض
خصائص النطق مثل استبدال الظاد بالطاء مع خاصية حذف الألف التي تعتبر ميزة
القبائل الزناتية اللغة مثل " أظار – طار " بمعنى الرجل
. هكدا فان فهم الاختلاف اللغوي يتدعى البحث في اطار المحيط و السياق
التاريخي ، لان اللغة و المجتمع يتغيران بفعل الزمان و المكان ، هكدا تبقى هده
المعلومات فرضيات و ملاحضات الى أن يتم تعزيزها بالعمل المنهجي من قبل المختصين .