• اخر الاخبار

    Friday 16 January 2015

    مقاربات بمناسبة رأس السنة الأمازيغية

                   مقاربات بمناسبة رأس السنة الأمازيغية

      بقلم : أمغناس  الورايني
       كل مهتم بالشأن التفافي يلاحظ أن " رأس السنة الأمازيغية " أضحى موعد احتفاليا سنوي له وزنه ومكانته ، حيث انتشرت وازدادت الاحتفالات لدى "ايمازيغن " كما ونوعا في المغرب وفي مختلف بلدان الشمال الإفريقي "تمازغا" وكدالك في الدياسبورا ، وأصبحت تكتسي طابعا تنظيميا بتأطير من التنظيمات و الفعاليات الأمازيغية وهو ما ساهم في تحيول المناسبة من احتفال فلاحي داخل الأسر إلى احتفال شعبي بوعي امازيغي معاصر ، تحول للعكس أيضا الاهتمام الإعلامي و السياسي اد يلاحظ تزايد كبير في التغطية الإعلامية و حتى المواقف السياسية .
     اهتمام متزايد يعكس تناميا للوعي الجماعي بالهوية و الذات الأمازيغية ، كما يطرح تساؤلات بالمقابل عن التقويم الأمازيغي و تاريخيه و علاقته بالجغرافيا، وكدالك عن بزوغ نجم "أسكاس أماينو " وما لدلك من علاقة بالنضال الأمازيغي ، وعن محاولات الاسترزاق السياسي للبعض ، وأخيرا تساؤل عن أفق هده المناسبة في ظل أسرار العديد على مطالب جلها عطله رسمية ومؤدى عليها .

    بين التاريخ الجغرافيا

        يعبر التقويم  التاريخي عن وعي و دراك الشعوب المعنية بالتقويم للزمان و المكان اللذان تعيش فيهما عن طريق محاولة تأريخ  وتقليد أحداث ومعالم طبعت صيرورتهما التاريخية كحدث ديني عقائدي كما هو الشأن للتقويم الميلادي و الهجري، أو كما هو الحال في التقويم الأمازيغي ... ودالك بناءا على تقويمات سابت معينة كتحركات القمر " تاريخ هجري " أو الشمس "تأريخ ميلادي" أو تقويم فلاحي يعتمد على الدورات الزراعية كالتاريخ الأمازيغيى.
      يرجع الكثير من المؤرخين بداية التأريخ الأمازيغيى إلى حث سياسي تأريخي تمثل في وصول ملك دو أصول أمازيغية يدعى شيشانق إلى سدة الحكم في مصر ليعتلي عرش السلالة الفرعونية رقم 22، وكان دالك قبل حوالي 950 قبل ميلاد المسيح . هدا وتجدر الإشارة إلى الروايات تختلف حول كيفية وصوله إلى سدة  الحكم ، بين قائل أنها نتيجة حرب انتصر فيها وبين قائل خلاف دالك، كما توجد روايات تنسب بداية التأريخ الى الأساطير في الثقافة الشعبية ، وهو تقويم فلاحي يعكس ارتباط الإنسان بالزراعة والأرض و المجال الطبيعي الدي يعيش فيه وهو ما يظهر بوضوح  في عادات وطقوس الاحتفالات خاصة المأكولات المحضرة ،التي تنم عن احتفاء بخيرات الأرض و تمارها اذ يتم تقديم الفواكه الجافة و الكسكس و وجبات عديده تختلف حسب المناطق و الجغرافيا الأمازيغية .
    ــ احتفل "ايمازيغن " بالسنة الجديدة بحلول 13 يناير من السنة الميلادية وتزامنت هدها العام مع بداية السنة 2965 من بداية التأريخ الأمازيغي . و تختلف تسمية المناسبة ما بين "بيانو" لدى قبائل آيت وراين و" أسكاس أماينو" و"اخف اسكاس" و"ايض يناير"و الحكوز في مناطق أخرى .

    بين النضال و الاسترزاق

    بفضل خطابها و نضالها العقلاني التصحيحي الاجتماعي تمكنت الحركة الأمازيغية بمختلف أطيافها و خاصة المكون الطلابي المتمتل  في الحركة الثقافية الأمازيغية من داخل الجامعة و التنظيمات المرتبطة بها بالإضافة الى فعاليات جمعوية و منظمات مدنية و شخصيات فكرية ساهمت بإنتاجها المعرفي و التاريخي ، من نفض الغبار على ورفع الحضر على التقويم الأمازيغي و جعل فئات واسعة من المغاربة يعون دلالاته وأهميته ، كما استطاعت أن توصل القضية الأمازيغية الى صلب النقاش العمومي والإعلامي و السياسي كأحد أهم القضايا في البلاد ،وضع المخزن العروبي و زواياه السياسية احتوائه وتوصيفه بما يخدم أجندتها السياسية بعد عداء طويل ، فكانت البداية " بالمعهد الملكي للتقافة الأمازيغيى" و الدمج المعوق للأمازيغية في التعليم ثم الترسيم الشكلي في الدستور الممنوح سنة 2011م  فاستطاع المخزن من شق الحركة الأمازيغية الى جزء يشتغل من داخل ما يسمي بالمؤسسات وجزء بقي راديكاليا يدافع عن المطالب في كلياتها ووحدتها  وفق تصور شامل للحل .
     إن علاقة الاحتفال بالسنة الأمازيغية بالقضية الأمازيغية هي علاقة الجزء بالكل الذي يمكننا من فهم ورصد المحاولات الاسترزاقية  على هده المناسبة وتوظيفها سياسيا. فحين يدافع البعض عن جعلها عطلة رسمية فهم يحاولون اكتساب مشروعية نضالية داخل الحركة الأمازيغية والاستفادة من أرخبيل الجمعيات و التنظيمات سياسيا في الانتخابات و غيرها .
    محاولات جربها من قبل حزب الحركة الشعبية و الأصالة و المعاصرة ،و اليوم مع حزب الاستقلال  بقيادة حميد شباط الذي يحاول اختراق الحركة الأمازيغية والظهور بمظهر المناضل داخل صفوفها ، الحسابات سياسوية بعدما كان يستغلها حزبه سياسيا بمعاداتها ،و خرجته الأخيرة بأجدير خير دليل على دالك ، هدا الحزب الدي بني مشروعيته السياسية على أسطورة الظهير البربري و معاداة الأمازيغية   مواقف بن بركة – علال الفاسي – عباس الفاسي – الموقف من حرف تيفيناغ 
    إن ظهور الحركة الأمازيغية كحركة سياسية منظمة لحد الان جعلها محط أنظار وأطماع مختلف التوجهات السياسية لمحاولة الاستفادة سياسيا .

    عطلة رسمية أم احتفاء شعبي


    تزايدت الأصوات المنادية بجعل فاتح السنة الأمازيغية عيد وعطلة رسمية في البلاد على غرار السنة الميلادية و الهجرية ،مطلب وجاهة في نضام ديمقراطي حداتي غير أنه نضرنا المتواضعة و الحار أننا في نضام الاحتواء وإفراغ الأشياء من محتواها ستكون خطوة غير مجدية مالم تكن في اطار اعتراف كلي بالمطالب الأمازيغية الشمولية وفي نظام ديمقراطي و ستكون خطوة مثل مثيلتها ( إدماج الامازيغية في التعليم –الترس يم الدستوري ) لدالك فتأطير الاحتفالات وتقعيدها شعبيا سيكون أكتر فعالية و محافظة على رأس السنة الأمازيغية من ترسيم شكلي يجزء المطالب الأمازيغية ويعطي شرعية للمخزن ، وفي تجربة المعارضة اليسارية مع النظام عبرة لمن يعتبر


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: مقاربات بمناسبة رأس السنة الأمازيغية Rating: 5 Reviewed By: Unknown

    comments-التعليقات

    Scroll to Top