• اخر الاخبار

    Saturday 25 July 2015

    المقاومة عند قبائل آيت وراين تقافة و ليست سياسة


      بقلم حسن أغزاز
         غالبا ما يكون المجتمع المدرسة الأولى للفرد  وتكون الثقافة التي نشأ فيها هي محرك انفعالاته . هكذا يكون الفرد نتاج ثقافة ، هنا نقف عند المقولة الشهيرة " الواقع الاجتماعي يحدد الواقع الاجتماعي " يمكننا ملاحظة دالك عند مجموعة من القبائل الامازيغية خلال فترة الاستعمار الفرنسي و الاسباني بالمغرب والتي كانت تتميز بثقافة الرفض " أو ما كان يسميه المخزن قبل الحماية " قبائل السيبة ، ومكننا أن نأخذ قبائل آيت وراين وراين كنموذج.
    Ø    ثقافة الرفض
       كانت قبائل آيت وراين قبل دخول المستعمر الفرنسي إلى المغرب رافضة الخضوع لحكم المخزن ، حيث كانت توصف بقبائل السيبة ... ادن فالرفض عند ايت وراين لم يكن جديدا عليها فقد كانت  تقافة قبل أن تكون سياسة لأن السياسة تبحث عن المصلحة ومصلحة آيت وراين أنداك لم تكن في الرفض و التقوقع . وحتى المرحلة الاستعمارية الفرنسية استمر الرفض للخضوع باعتبارها تقافة وليسة كسياسة ، لأنه لو كانت كداك لكان المقاومين الوراينين " العازين " قد رسموا أهداف  لما وراء الحرب ... كما يمكننا أيضا ملاحظة دالك من خلال ما قاله المقاوم الورايني محند أو حمو حين كان محاصرا في كهف " افري نثغاط " ثيط اينو اور تني أرومي أل  مثغ نغ  اديي نغن "[1] بمعنى لن ترى عيني النصارى حتى أموت أو انفيهم كما لا يفوتنا قول الجنرال ليوطي  عقب انتفاضة ايت وراين سنة 1920م  "ان المشكل الأساسي الذي يواجهنا في المغرب و الذي يعد عقبة أساس هو وعورة تضاريس آيت وراين وما تمتاز به الساكنة من حنكة حربية و التي لم يسبق لها الخضوع لأية قوة " [2] إذن مما لا شك فيه أن ليوطي كان على دراية جيدة بتاريخ آيت وراين وعلى دراية بطابعها الثوري المتمرد ، وهدا ما دفعه الى قول : "إن السيطرة على تازة لن تتم إلا بعد السيطرة على آيت وراين ولا يمكن دالك إلا بعد نهاية الحرب"[3] .
    Ø      رمزيات ثقافية .
       لقد كان " أمغار " رمزا قويا ينم عن اتحاد قبائل آيت وراين ، و استعدادها لمواجهة أي خطر يهدد أمنها أو مصالحها . دلالات "أمغار" بمعنى الزعيم كلمة توحي عن تنظيم محكم مهمته تولي شؤون الحرب وكل ما هو دبلوماسي وداخلي على حد سواء ، وهدا كان سائدا قبل الحماية الفرنسية لكن بعض رواسبه بقي سائدا و متداولا حتى أواخر القرن العشرين و نذكر على سبيل المثال : المحاكم العرفية .
        ادا كان "امغار" أو عملية تعين أمغار تقليدا دأبه عليه قبائل آيت وراين لسنين عديدة ، كانت له دلالة على استقلاليتها ، وكان له أيضا فضل في ترسيخ ثقافة والاتحاد والالتفاف حول قضية معينة  ، فان فن " أحيدوس " كان له دور سيكولوجي في كبح الخلافات الداخلية بين قبائل آيت وراين ، ودالك بنشر ثقافة الحوار كما نرى دالك في فن " اللغا " الذي تتحاور  وتتجادل فيه المجموعات القبلية بشكل شعري أمام الجماهير في الإعراس و المناسبات ... ناهيك عن " أحيدوس" الذي تتشابك فيه الأيادي بعد كل جولة من الجدل الشعري " اللغا" ضمن إيقاع موسيقي موحد .



     بحث لنيل الاجازة في التاريخ تحت عنوان "التاريخ العسكري لقبائل آيت وراين ..."  سنة 2004م .[1]
     ذ  محمد لخواجا خلال مداخلته في ندوة بتازة حول مقاومة قبائل تازة للاستعمار الفرنسي  .[2]
     ذ بوجمعة السبيع في مقال تحت عنوان "قبيلة بني وراين و مقاومة الاستعمار الفرنسي" بجريدة تازةسيتي الالكترونية .[3]
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: المقاومة عند قبائل آيت وراين تقافة و ليست سياسة Rating: 5 Reviewed By: Unknown

    comments-التعليقات

    Scroll to Top