• اخر الاخبار

    Wednesday 5 August 2015

    مـــات الإلـــــــه


    بقلم :هشام التيجاني .
    مـــات الإله  
       بدأ انشغال نيتشة[1] بالأخلاق في سن مبكرا جدا في حياته بحكم نشأته في أسرة متدينة ففي سن ثالث عشر من عمره كتب سيرته ذاتية أبان فيها عن انشغاله بالشر و كيف ننسب إلى الرب كل الإمراض و المعانات و الشرور، إلا أن المسيحية لم تقدم له حل غليله و لم تبرد اللهب المستعر في استمرار في دهنه ، الجواب الشافي وحده لدى شوبنهاور في هد المقال لن نقف تحليل فلسفة نيتشه بأكملها بل  اهتمام على مقولته الشهيرة لان هده المقوله تعرضت لتأويلات عديدة و غالب هده التأويلات مفادها أن نيتشه قتل الاله أو يريد قتله هدا في نطري بعيد كل  البعد عن جادة الصواب .
          هنا تصور شائع بين بعض المفكرين و المثقفين أن نيتشه أكبر  الفلاسفة عدو الدين ، وهدا ينم عن جهل عميق لفلسفت نيتشه ، وكل هؤلاء ينطلقون من مقولته " مات الإله " لتعزيز موقفهم .
    مات الإله " هده عبارة جاءت في كتاب " هكدا تكلم زراديشت " في هدا الكتاب بتحدث نيتشه عن موت الإله و كأنه " خبر أو حديث " و بين هو أنه " يدعو الى موت الإله حتى و هو يقولها بطريقة جنائزية " عن الدين قتلناه كيف نعيش بدون هدا الإله " طبعا عندما يتحدث عن موته يعني موته من التصورات الميتافيزيقيا اللاهوتية لأنه يقصد الأخلاق "اله كانط "، فان كان هدا الأخير أخرج الإله الطبيعة الى الأخلاق نيتشه ينتقد اله الأخلاق لأنه اله المسيحية .
         وهو صريح في كل نصوصه حيث ينتقد اله المسيح و يعتقد أن المسيحية هي التي قتلت إلهها  و أن صلب الإله حيث يعني في الحقيقة أن المسيحية صلبت إلهها أي أنها قتلته لأنها حولته إلى أخلاق كلها رحمة و حب وضعف مقابل اله الحياة[2] .
       مشكلة نيتشه ليست في الدين  بل في الميتافيزيقا المستعبدة في الأخلاق دعي إلى فصل أخلاق العبيد وأخلاق الضعف و أخلاق التبرير عن الدين بعد تحرير هدا الأخير ، هكذا نكون قد أعطينا لأنفسنا فرصة لمناقشة  مسائلة الدين بأدوات فكرية جديدة .    




     فريدريك فيلهم نيتشه فيلسوف وشاعر ألماني ولد 1844 م و توفي 1900 م[1]

     راجع كتب شوبنهاور " ارادة الحياة "[2]
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: مـــات الإلـــــــه Rating: 5 Reviewed By: Unknown

    comments-التعليقات

    Scroll to Top