• اخر الاخبار

    Sunday 15 October 2017

    حوار مع جريدة المنعطف حول أزمة الماء بالزراردة.

    حسن أغزاز :
    قرى بمحاذاة أكبر مزود للماء يحاصرها شبح العطش
    تقديم:
    أكد حسن أغزاز المكلف بالإعلام والتوثيق للاحتجاجات التي تشهدها الزراردة في حوارنا هذا، على أنه بالرغم من أن جماعة الزراردة، توجد بالقرب من جبل بويبلان الذي يلقب ب "le château du Maroc" وبمحاذاة لأكبر مزود بالماء الصالح للشرب للعديد من المدن، إلا أن الساكنة التابعة لجماعتهم "تموت" عطشا، مؤكدا على أن الجهات المسؤولة لا تتوفر على رؤية واضحة من شأنها إيجاد حلول جذرية لأزمة الماء في المنطقة.
    حاوره أحمد المرسي
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1-تعيش منطقة الزراردة بدائرة تاهلة إقليم تازة، منذ سنوات على وقع الاحتجاجات المتواصلة لحد الآن، بسبب أزمة الماء التي لم تجد طريقها للحلبعد..، ما تعليقكم على الموضوع؟

    بداية، لابد من التأكيد على أن هناك مجموعة من المشاكل التي أشعلت فتيل الاحتجاجات بمنطقة الزراردةإلى جانب أزمة الماء الصالح للشرب، لحوالي عشر سنوات متواصلة أي منذ سنة 2007 إلى يومنا،منذ أن دخل سكان دوار "تاقليعت" في اعتصام مفتوح أمام قيادة الزراردة، مطالبين بحقهم بالربط بشبكتي الماء والكهرباء.
    وتخللت هذه السنوات العشر، فترات انكماش وتراجع على مستوى الاحتجاجات الميدانية، كان السبب الرئيسي وراء ذلك،الوعود الكاذبة ومراوغة المسؤولين في الاستجابة لمطالب المحتجين، في معالجة مشكلة النقص الحاد في الماء الصالح للشرب على غرار باقي المشاكل الأخرى.
     أما الآن، أي خلال السنة الجارية، وبعد أن استنفدت الساكنة صبرها بسبب التماطل المستمر، فقد دخلت في اعتصام مفتوح أمام الجماعة القروية للزراردة لمدة شهرين كاملينمع احتجاجات يومية موازية للمعتصم،الذي تم فضه بالقوة من دون إيجاد حل جذري لأزمة الماء على المستوى المنطقة.
    والمثير للاستغراب، هو أن المنطقة تتوفر على موارد مائية هائلة في حين أن أبناء المنطقة وماشيتهم يموتون عطشا، حيث أن سد باب لوطا الذي يزود لوحده كل من تاهلا، تازا، وجرسيفإلى حدود تاوريرت بالماء الصالح للشرب، يعد أقرب جغرافيا للزراردة التي تم إهمالها وتركها تعاني من أزمة الماء لأزيد من 20 سنة.
    فحسب علمي،فالزراردة تعاني من أزمة الماء منذ التسعينياتمن القرن الماضي، ولم تتخذ الجهات المسؤولة أي إجراء جذري لحل المشكل، ففي سنة 2008 قام المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، بحفر بئر بمحاذاة الطريق المؤدية إلى منطقة الحدادة،بعدما انقطع الماء لمدة تزيد عن 20 يوم، لكن سرعان ما أوقفوا الأشغال، بعد أن عاد منسوب المياه إلى عين "بوشيبا" الذي يعتبر المزود الرئيسي للزراردة بالماء الصالح للشرب.
    أما الآن، فقد أفاد أحد الموظفين بالمكتب الوطني للمياه الصالح للشرب، على أنه جار على مستوى عين "بوشيبا" عمليات الحفر، بغية الوصول إلى ما تبقى في الفرشات المائية من مياهها جوفية.

    2-    ما هي مستجدات المعركة النضالية وهل تم الاستجابة للمطالب المتعلقة بربط الدواوير بالماء الصالح للشرب؟

    بالنسبة للدواوير التابعة لجماعة الزراردةفالمشكل لا يزال قائما، إذ لا تزال الساكنة محرومة من حقها في الاستفادة من الربط بشبكة الماء،وتزداد معاناتها في فصل الصيف خصوصا حين تنضب العيون، فتصبح بذالك حياة الماشية والساكنة على حد سواء رهينة بتلك" الستيرنات" (صهاريج) التي يوزعها المجلس الجماعي، والتي اكتسبتها الساكنة بفعل نضالاتها.
    أما قبل ذلك، فقد كانت ساكنة الدواوير، تقطع الكيلومترات من أجل جرعة ماء،وحتى" السيرنات" التي يخصصها المجلس الجماعي لا تفي بالغرض أو يتم توزيعها بمبدإالزبونية.
    وفيما يخص أشغال ربط ساكنة الدواير بالماء الصالح للشرب لا زال قيد الإنجاز ويلفه الغموض، بعدما تم مؤخرا إيقاف عملية الحفر بدعوى أن المسؤولين لا يتوفرون على نوع خاص من الأنابيب، الأمر الذي يجعل الساكنة تستمر عبر الاجتماعات الشبه يومية والعرائض والخروج في وقفات على مستوى الدواوير.

    3-    في رأيكم ما هي الأسباب وراء أزمة الماء في المنطقة؟

    سبب أزمة الماء بجماعة الزراردة، هو تراكم وتداخل الفساد الإداري مع سوء التدبير للموارد المائية، فعلى مستوى الدواويرفأثر الفساد الإداري والحسابات السياسوية الضيقة، من خلالإقصاء دواوير بوخالد،تاريدالت ولرياب دون أخرى بشكل ممنهج.
    أما على مستوى الزراردة المركز، فسوء التدبير  يظهر جليا لكل متأمل في هده الأزمة، فكما أشرت إلى أن الزراردة تقع وسط أهم ثروة مائة على المستوى الجهوي: سد باب لوطا مثلا وفرشات مائية هامة وقربها إلى جبل بويبلان الذي يلقب ب "le château du Maroc"، رغم كل هذا يبقى مشكل الماء بالزراردة قائما، و من يتحمل المسؤولية في كل هذا، هي المجالس الجماعية التي تعاقبت على الزراردة وتفتقر لرؤية مستقبلية واضحة تضع حدا لأزمة الماء بدل اللجوء إلى الحلول الترقيعية.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: حوار مع جريدة المنعطف حول أزمة الماء بالزراردة. Rating: 5 Reviewed By: tamurtpress

    comments-التعليقات

    Scroll to Top