قانون الأمازيغية والمجلس الوطني للغات والثقافة تكريس لدونية الأمازيغية

تمورت.

بعد مصادقة المجلس الوزاري في الوقت الميت سياسيا، على القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية و كيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، وكذا القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، بعد أكثر من شهرين على الكشف عنها، أكدت عدة جمعيات أمازيغية، أن مضامين هذين القانونين التنظيميين "خطيرة" على مستقبل الأمازيغية و"تتناقض" بشكل صارخ مع مقتضيات الدستور، ولاسيما فصله الخامس الذي يقر بأن الأمازيغية لغة رسمية للدولة، الأمر الذي يعد "نكوصا" مقلقا سيعيد النقاش حول الأمازيغية إلى المربع الأول.

وجاء في البيان الذي نحتفظ بنسخة منه، أن الخلفية المتحكمة في صياغة القانونين التنظيميين لم تخرج عن التصور الإيديولوجي المعادي للأمازيغية، حيث جاءا ليس لإنصافها عن طريق تفعيل طابعها الرسمي، بل لتجميد هذا التفعيل والإجهاز على ما تمت مراكمته في سبيل النهوض بهذه اللغة، من خلال تمادى محررو المشروعين في تكريس دونية الأمازيغية والتأكيد على جعلها تراثا وزخرفة وفلكلورا وذلك لإفراغها من محتواها.

وأضاف ذات المصدر على أن القانون التنظيمي للأمازيغية، أبعد إضفاء الطابع الإلزامي عن كل الإجراءات المنصوص عليها لإدماج الأمازيغية في منظومة التعليم والإعلام وغيرها من مجالات الحياة العامة، وهو مؤشر على عدم جدية الدولة المغربية واستهزائها بملف القضية الأمازيغية، وكل ما تقوم به لا يعدو أن يكون إلا مناورات سياسية، تهدف إلى امتصاص الغضب الأمازيغي والإلهاء في أفق إقبار اللغة الأمازيغية.

ويتعلق الأمر بكل من جمعيات ماسينيسا بطنجة، الهوية بالناظور، أسيد بمكناس، أشبار بإموزار، أكال بالحاجب، إفري ن يزم بالجاجب، أمغار  بخنيفرة، تايمات بزاوية الشيخ، أفزا بتاكزيرت (إقليم بنى ملال)، تينهينان بقلعة مكونة، تودرت بٱجدير، التي اجتمعت بمكناس يوم 2أكتوبر الجاري وأبدت رفضها القاطع لمشروع القانونين التنظيميين "المخيبين" لأمال الشعب الأمازيغي الأعزل الذي "يفتقد" إلى دولة تحمي حقوقه وتجسد طموحاته.

كما حملت ذات الجمعيات مسؤولية، ما سيؤول إليه الوضع الذي سيعرف تجدد الصراع الهوياتي والثقافي واللغوي إلى الدولة المغربية، ودعت الحركة الأمازيغية وكل القوى الحية بالبلاد للتعبئة الشاملة لخوض معركة البقاء والتصدي بكل قوة للمخططات المخزنية الماكرة التي تستهدف الوجود الأمازيغي فوق أرض أجداده، وذلك بالإنخراط الفاعل في اللقاءات الوطنية التي سيتم عقدها لبلورة الأشكال النضالية التي سيتم خوضها من أجل إنصاف الأمازيغية في وطنها. الجمعيات والهيئات الموقعة.

22:55