• اخر الاخبار

    Monday 17 October 2016

    قرائة في بعض خصائص و مميزات اللهجة الوراينية.

    بقلم : حسن أغزاز


        لطالما آعتبر عامة الناس أن اللغة تنحصر وضيفتها فقط في التواصل و اقامت العلاقات الاجتماعية ، فان علماء " السوسيولينجوستك – sociolinguistics"[1] يعتبرونها أدات لدراسة المجتمع سيكولوجيا و اجتماعيا ، كما قال Trudgil 1974 "[2] اللغة لها وضيفتان : الأولى تتمثل في اقامت علاقات اجتماعية بين الناس ، و الوظيفة التانية تتمثل في  تزويدنا بمعلومات عن المتكلم " .
          تتضمن المقولة أعلاه في معناها العام انه من خلال اللغة يمكننا أن ندرس و نعرف شخصية المتكلم و مستواه الدراسي و إلى أي تجمع بشري  ينتمي  ... و يشرح لنا دالك البروفيسور [3]Hudson المتخصص في "Sociolinguistics"  في قوله على أن " اللغة  لها وضيفة مزدوجة ، كما يمكنها أن تكون وسيلة اجتماعية تواصلية ، يمكنها أن تكون أيضا وسيلة للتعريف بالمجموعة البشرية التي تنتمي إليها " .
          هكدا ، فالاختلاف اللغوي بين المجموعات البشرية يمتد حتى  الى البلد الواحد و حتى الى أبناء الثقافة الواحدة و الانتماء المشترك على شكل لهجات . فنجد على سبيل المثال لدى القبائل الأمازيغية الكبرى اختلافا اختلاف بين خصائص النطق لدى فخداتها الشيء الدي يثمر لنا لهجات مختلفة في نفس اللغة . فعلى سبيل المثال فقبيلة آيت وراين[4] زناتية[5] اللغة الى أن لهجتها تختلف عن بعض الشيء عن اللهجات الأخرى. كحدف  بعض الحروف مثل الحرف "A" في " AFUSS – FUSS" بمعنى اليد، او استبدال حروف باخرى مثل الحرف "F"  في "TAFOYT –TAFOCHT " بمعنى الشمس ، علما أن معنى الكلمة لا يتغير مهما تغير تركيبها .  ادن فهل هدا الاختلاف كان متعمدا لإبراز الإخلاف بين المجموعات البشرية  ؟ ام ان هدا الاختلاف هو ناتج بالأساس عن الاحتكاك بين البيئة و المجموعتات البشرية الأخرى ام العيش في مجاللات منغلقة لهجتها تتغير مع مرور الزمن ؟ .
        إن الجواب عن هده  الأسئلة ليس بالأمر الهين  اد يستدعي جهدا منهجيا من قبل المختصين. لكن فرضية أن يكون الاختلاف ناتج بالاساس عن الاحتكاك  بالمجموعات البشرية الأخرى يضل حاضرا ، فمن خلال ملاحظتنا للهجة التي يتكلم بها ابناء قبيلة آيت وراين الامازيغية وجدنا أنهم يستعملون كلمات ممزغة ذات أصل عربي  مثل " LADRY " من أصل " لا أدري " و " DHEB " من أصل " اذهب " ونقول مثلا " RSACH A-SAHBI" بمعنى " اهدا يا صديقي" ونقول بالعربية "رصت السفينة" فكلمة rssach مأخودة من الكلمة العربية "رصى" ولا يزال هناك الكثير من الامثلة على هدا النوع من الاقتراض. فهدا ناتج دون شك عن الاحتكاك بالقبائل العربية المجاورة لها، مثل بني يازغة ، غياثة ، هوارة و الحياينة... .
         فان كان هدا الاحتكاك قد اثمر لنا كلماك جديدة أغنت معجم اللهجة الوراينية ، فقذ كان لها أيضا الأثر الفعال في تغير بعض خصائص النطق  مثل استبدال الظاد بالطاء مع خاصية حذف الألف التي تعتبر ميزة القبائل الزناتية اللغة مثل " أظار – طار "  بمعنى الرِجل. هكدا فان فهم الاختلاف اللغوي يتدعى البحث في اطار المحيط و السياق التاريخي ، لان اللغة و المجتمع يتغيران بفعل الزمان و المكان، هكدا تبقى هده المعلومات فرضيات و ملاحضات الى أن يتم تعزيزها بالعمل المنهجي وبحوث معمقة من قبل المختصين .
      




    [1]  هو علم اللسانيات الاجتنماعية ، وهو فرع من علم السانيات
    [2]  عالم متخصص في علم اللسانيات الاجتماعية
    3 الدكتور هدسون متخصص في علم اجتماع اللغة
    [4]  قبيلة آيت وراين هي قبيلة أمازيغية يستقر سكانها حايا شمال شرق الاطلس المتوسط
    [5]  قبيلة أمازيغية ضخمة لها فروع كتيرة أغلبها يوجد شمال شرق الاطلس المتوسط و شرق الريف
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: قرائة في بعض خصائص و مميزات اللهجة الوراينية. Rating: 5 Reviewed By: tamurtpress

    comments-التعليقات

    Scroll to Top